دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
باتت سوريا على
مقربة من الخطوات الأخيرة لعودة العلاقات العربية معها بشكل مباشر، وترأسها مقعدها
في جامعة الدول العربية، الذي كان فارغاً لمدة عشر سنوات، فبعد زيارة السعودية إلى
دمشق والإعلان عن فتح الرياض سفارتها في سوريا، جرت العديد من الحركات في سوريا
على المستوى الداخلي والخارجي.
بداية الأمر جاء
باتصال هاتفي بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره الإيراني، محمد جواد
ظريف، إذ تناول الجانبان الاهتمام المشترك في المجالات الثنائية والإقليمية
والدولية، فضلاً عن الاستحقاق الدستوري، ضمن الانتخابات الرئاسية المقبلة في
سوريا، والملف النووي الذي بات قريباً من التوصل لألية نهائية لإحيائه.
لتنتقل الأمور
على الصعيد اللبناني، حيث التقى السفير السوري في بيروت على_عبد_الكريم علي، وزير الخارجية والمغتربين
في حكومة تصريف الأعمال شربل_وهبة، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة حول الزيارة
السعودية إلى سوريا، إذ قال علي «السعودية دولة شقيقة وعزيزة»، وتأتي زيارة السفير
السوري، للتنسيق من الجانب اللبناني حول عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى
سوريا، في ظل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أيار المقبل، وللتنسيق مع لبنان
لاستقبال السوريين في العشرين من الجاري في السفارة اللبنانية لأداء للمشاركة في
الاستحقاق الرئاسي.
لم تنته الأمور
هنا، فمع الترحيب العربي عبر الرسالة السعودية بعودة سوريا إلى جامعة الدول
العربية، قابله ذلك تنسيق روسي تركي، حول عدة ملفات أبرزها سوريا، حيث أجرى اليوم
الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب
أردوغان، ناقشا الوضع في سوريا.
وأكد الجانبان
إلى التعاون البناء بين البلدين من أجل تسوية الأزمة السورية، حيث تمت «الإشارة في
المكالمة الهاتفية إلى الطبيعة البناءة للتعاون بين روسيا وتركيا، والتي تهدف إلى خلق
الاستقرار في سوريا. كما أعرب الجانبان عن نية بذل المزيد من التنسيق والتعاون من
أجل دفع الحوار بين الأطراف السورية في إطار اللجنة الدستورية، فضلاً عن ضرورة
مكافحة الجماعات الإرهابية وملاحقة فلول الجماعات الإرهابية في بعض الأراضي
السورية»، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام روسية.
وخلال الأيام
الماضية زار وفد سعودي إلى دمشق، بشكل مفاجئ، التقى فيه مسؤولين سوريين، بينهم
مدير مكتب الأمن الوطني في سوريا علي مملوك، نتج عنه إعلان السعودية بإعادة فتح
سفارتها في دمشق، بعد عيد الفطر، وذلك بعد التقارب بين السعودية وطهران لإعلان وقف
إطلاق النار في اليمن، وسط ترحيب أمريكي بهذه البادرة.
ومع هذه
التطورات، ترافقت تحركات خليجية بالتنسيق مع أمريكا، حيث وصل اليوم ولي عهد أبوظبي
إلى مدينة جدة في السعودية بعد يوم من اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس الأمريكي جو
بايدن، الذي أعلنت إدراته سعيها للتسوية السياسية في سوريا. في حين أعلن المتحدث
باسم الخارجية الإيرانية لقناة إن بي سي عن تقدم كبير في محادثات فيينا مشيراً إلى
أن الاجتماع تخلله أجواء إيجابية وبدأ العمل لصياغة المسودات النهائية.
وتتحضر سوريا
للعودة إلى جامعة الدول العربية، بعد ترحيب أغلب دول الخليج بينهم السعودية
والإمارات، في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، والتحضير للتحضير
لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية، بعد الانتحبات الرئاسية،
يذكر أن مسار
“أستانة” حول سوريا بدأ في كانون الثاني 2017، بإشراف روسيا وتركيا وإيران، وأفضى
إلى اتفاق مناطق “خفض التصعيد ووقف إطلاق النار بين المعارضة المسلحة والقوات
الحكومية، ما أسس لإنشاء اللجنة الدستورية التي تبحث في تعديل الدستور السوري
ليتوافق مع حلول الخروج من الأزمة التي تعاني منها سوريا منذ عام 2011.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة