دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نشر حاكم مصرف
سورية المركزي السابق عبر صفحته الشخصية أسئلة مفتوحة للنقاش في مختلف دول العالم
بعيداً عن أسعار الصرف، وكتب “في تسعينيات القرن الماضي قيل أن أمريكا ستهيمن على
توزيع الخبز بالعالم وأنها ستستخدمه لأغراض سياسية بدلاً أو مع التحكم التقليدي
بمصير الشعوب (وخاصة على الصين البازغة بقوة حينها وحتى تاريخه). كانت سورية في
1970 تنتج 625 ألف طن فقط من القمح. بنتيجة الحصار والعقوبات وظروف الثمانينيات
اعتبر الأمن الغذائي أولوية فزاد الإنتاج إلى 2 مليون في 1990 و3 مليون في عام
2000 وكانت الذروة حوالي 4.5 مليون في 2005 ثم 3.6 في 2010 وفي سنوات الأزمة استقر
على 2.5 مليون تقريباً واعتبار من 2019 عاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الأزمة
والحرب.
أما في العالم
فينحصر 60% من الإنتاج في 4 دول فقط هي الصين (134 مليون طن) والهند (107) وروسيا
(85) والولايات المتحدة (50). ورغم أن الأسعار العالمية للقمح لم تزد منذ 2019 حتى
تاريخه إلا بنسبة تقارب 25% فقط فإن الإحصاءات تخدع القارئ في إظهار الصين وكأنها
زادت مستورداتها من القمح أضعاف ما كانت عليه في 2019 (منها 7% منها فقط من
الولايات المتحدة). والحقيقة هي أن الصين شبه مكتفية في إنتاج القمح حيث لا تستورد
إلا نسبة ضئيلة جداً مقارنة بما تنتجه.
منذ 1990 لم يزد
سكان الصين بأكثر من 27% (عددهم حالياً 1.4 مليار نسمة) بينما زاد إنتاجها من
القمح خلال تلك الفترة بنسبة 37% (من 98 مليون طن إلى 134 مليون طن) حيث يعتمد على
القمح 60% من سكان الصين. بناء عليه يبين تطور سوق القمح أن الصين لم تتعرض
للابتزاز المزعوم، وانحصر نصف تصدير القمح من العالم إلى مختلف الدول بالقارة
الأوروبية و30% منه بكندا وجارتها الأمريكية والباقي تتقاسمه باقي الدول المنتجة.
أما على مستوى
العالم فقد بلغت زيادة السكان بالفترة نفسها 46% ولم يرتفع انتاج القمح عالمياً
بأكثر من 29% (من 493 مليون طن عام 1990 إلى 636 مليون طن في عام 2020). بالمقابل
انخفض الإنتاج الأمريكي تدريجياً خلال تلك الفترة من 75 إلى 50 مليون طن.
فهل تخلى العالم
المتقدم عن سياسة الضغط على “المعدة” بالعقوبات أو التحكم بالمساحات المزروعة أو
مصادرتها أم أنها تقلبات المناخ والسياسة؟
وهل تحققت
القفزة الصينية لوتيرة الإنتاج أكثر من زيادة السكان بالتقدم التقني وزرع محصولين في
السنة نفسهاً أحيانا أم بسياسة الولد الواحد لكل عائلة؟ وماذا عن سياسة ولدين
مؤخراً مقارنة بتفضيل بعض شرائح الصينيين عدم الانجاب؟ وماذا لو تغيرت أذواق
الصينيين وجعلتهم أكثر ميلاً لاستهلاك القمح؟.
المصدر :
وكالات
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة